يحتفل الحلف التعاوني الدولي باليوم العالمي للتعاونيات، الذي يهدف الى إعطاء قيمة لدور التعاونيات في جميع انحاء العالم، والوقوف على ما قدمته في مجتمعاتها واستشراف الاجراءات الواجب اتخادها لتجاوز الاكراهات الاقتصادية والاجتماعية التي تعترضها. في المغرب، للتعاونيات أهمية بارزة في النسيجين الاجتماعي والاقتصادي، من خلال أدوارها التنموية، حيث شكلت للعديد من الأسر موردا قارا للدخل، كما ساهمت في الحد من الهجرة ومحاربة الفقر والهشاشة وتحسين مستوى العيش. في فقرة "ثلاثة أسئلة"، يحاور موقع القناة الثانية، العضو بمركز الأبحاث والعلوم الاجتماعية بالرباط، كريم عايش، الذي وقف عند أهمية التعاونيات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، مشددا على أدوارها المهمة كتجمعات إنتاجية تشاركية، وعلى أهمية الحركة التعاونية بالمغرب. ما أبرز الأدوار المنوطة بعمل التعاونيات؟ عرفت التعاونيات عبر التاريخ بكونها تجمعات إنتاجية تشاركية، لا تهدف الى الربح بقدر ما تمكن من تجميع وسائل الإنتاج ووضعها بين يدي المجموعة للعمل وفق منظومة اجتماعية قبلية وتنظيمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي تارة والتمكن من تحقيق اشغال وإنجازات ما كانت ممكنة لولا تظافر الجهود الفردية، وهنا نشير الى ان التعاونيات بالمغرب مكنت في المجال القروي من تمكين الفلاحين من المكننة والآلات الفلاحية والزراعية، كما ساهمت في مساعدتهم في تربية المواشي والماعز والتمكن من خلف فرص شغل وتجهيز القرى وربطها بالشبكة الطرقية والإنتاجية، وهي إنجازات وان كانت بالنسبة لبعض المناطق مهمة وارست دعائم مكانتها في الاقتصاد الوطني، فهناك من هي في طور التحديث. أين تكمن أهمية التعاونيات، كآلية من آليات المجتمع المدني، في تحقيق قيم المساواة والتضامن والاقتصاد التضامني؟ لها أهمية كبر، حيث تمكن من ادماج فعلي لمنخرطيها سواء داخل المجتمع او النسيج الاقتصادي كفاعل له كل الضمانات في الحقوق المدنية و الاقتصادية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع المدني في صيغته الفاعلة و ذات التأثير المباشر على أحوال المواطنين الاقتصادية والاجتماعية، كما تعد التعاونيات آلية تدبيرية تشاركية لا تهدف الى الربح بقدر ما تهدف الى تحقيق شروط العيش الكريم وتحسين الأحوال الاقتصادية لمنخرطيها، وهنا نفتح قوسا حول تعاونيات انتاج الحليب والشمندر السكري و التي مكنت من تطوير مناطق انتاجها وتحسين حياة ساكنتها وادخال الطاقة، تعاونيات زيت اركان أخرجت قرى من العزلة والهشاشة وساعدت النساء القرويات في الحصول على فرصة للشغل والإنتاج واخراج مواد تجارية حازت بفضل استثمارات متواضعة الجودة المطلوبة وشبكة تسويقية مهمة داخل الوطن وخارجه، فكانت هذه التعاونيات بحق خير مثال على ان روح التضامن المجبولة في المغاربة قادرة خلق القيم ضمن سلسلة الاقتصاد الاجتماعي وتحقيق المساواة المجالية، مما يحفظ كرامة الساكنة ويبعد شبح الفقر و الحاجة و قلة ذات اليد. ما رأيكم في الحركة التعاونية اليوم بالمغرب؟ قطع المغرب اشواطا مهمة في مجال تنظيم وتأهيل المجتمع المدني، فإلى جانب ظهير الحريات العامة يوجد دوريات وفصول محددة خاصة به في المدونة العامة للضرائب، هذه الأخيرة تحدد شروط الاعفاء الضريبي وكيفية تسييرها اذا ما التمست الاحسان العمومي او تلقت تمويلا من الدولة او الخارج، وهذا معطى مهم اذا ما اضفنا اليه بنودا محددة موجهة للتعاونيات تمكنها منن الاعفاء الضريبي المسقف حتى لا تتحول الى شركات صغرى مقنعة، معطيات تبين أن هذا المجهود هو أساس العمل الجاد و المحكم لتمكين الفاعلين المدنيين من مزاولة مهامهم داخل هياكل محكمة ومقننة، مما ينعكس إيجابا على مردودية التعاونيات ويحمي حقوق منخرطيها ويكسبهم التنوير اللازم لتطويرها وخلق أخرى جديدة، لكن ما يعيب جلها والمتواجدة بالعالم القروي وهو ضعف تواصل المؤسسات الحكومية والاجتماعية معهم، عدم تمكينهم من تكوينات تدبيرية، قانونية وتواصلية، كما ان المجال ينقصه التخطيط الاستراتيجي الوطني في افق تعميمها بالمناطق النائية وربط بعضها البعض بوسائل واليات تفاعلية.